Minggu, 11 September 2011

Pidato Bahasa Arab 2

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الْحَمْدُ ِللهِ مَا شَاءَ اللهُ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا وَحَبِيْبِنَا وَشَفِيْعِنَا وَطَبِيْبِ قُلُوْبِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالاَهُ. (أَمَّا بَعْدُ)
قُبَيْلَ إِلْقَاءِ مَا خَطَرَ بِبَالِي عَلَيْنَا بِشُكْرِ اللهِ تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ الْكَثِيْرَةِ لاَ أَحَدَ شَرِيْكَ فِي شُكْرِهِ، ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ.
وَأَقُوْلُ شُكْرًا كَثِيْرًا لِرَئِيْسِ الْجِلْسَةِ عَلَى فُرْصَتِهِ إِيَّايَ حَتَّى أَسْتَطِيْعَ أَنْ أَخْطُبَ أَمَامَكُمْ تَحْتَ الْمَوْضُوْعِ :
" اَلْقُرْآنُ أَعْظَمُ المْعُجِزَاتِ وَعِمَادُ الْحَيَاةِ"

إِخْوَانِي فِي عَقِيْدَةِ اْلإِيْمَانِ وَاْلإِسْلاَمِ
إِنَّنَا عَلِمْنَا أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوْثٌ إِلَى هذِهِ الدُّنْيَا لِكَافَّةِ اْلأُمَّةِ وَمِنْ بِعْثَتِهِ أَنْزَلَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ مُعْجِزَةِ مُتَعَدِّدَةِ اْلأَشْكَالِ لَيْسَ إِلاَّ تَأْكِيْدًا لَهُ بِاسْمِ الرَّسُوْلِ الْمَبْعُوْثِ، وَمِنْ أَعْظَمِ الْمُعْجِزَةِ الَّتِي أَنْزَلَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ هُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيْمُ.
وَإِنَّهُ لَمِنْ إِحْدَى الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي كَانَ جَمِيْعُ النَّاسِ مُسْتَطِيْعِيْنَ قِرَاءَتَهُ وَتَعَلُّمَهُ وَتَدَبُّرَهُ طُوْلَ الزَّمَانِ وَعَلَى إِثَارِ ذلِكَ يُدَافِعُ اللهُ أَحْسَنَ دِفَاعِ انْتِبَاهًا عَلَى ضِيَاعِ قِمَّتِهِ، وَلاَ يُرِيْدُ اللهُ أَحَدًا مِنَ الْجِنِّ وَاْلإِنْسِ يَحْرُفُ كَلِمَتَهُ وَيُغَيِّرُ مَعْنَاهُ حَتَّى تُفْسِدُ حَيَاةَ اْلإِنْسَانِ بِانْحِرَافِهِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى :"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُوْنَ"
إِخْوَانِي فِي عَقِيْدَةِ اْلإِيْمَانِ وَاْلإِسْلاَمِ
فَمِنَ الْمَعْلُوْمِ عِلْمًا أَنَّ الْقُرْآنَ عِمَادُ الْبَشَرِ وَإِنَّهُمْ أَكْثَرُ اِعْتِمَادًا فِي أَيِّ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الْحَيَاةِ إِلَيْهِ الَّتِي تُصِيْبُهُمْ وَلاَ يُرْجَى مِنْ هذَا كُلِّهِ إِلاَّ السَّعَادَةُ فِي الدُّنْيَا وَاْلآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يَتَمَسَّكْ بِالْقُرْآنِ فِي حَيَاتِهِ فَسَتَكُوْنُ الْحَيَاةُ حَيَاةَ الشِّقَاءِ، حَيَاةُ النِّقْمَةِ وَالْعَذَابِ وَلاَ يُرْجَى مِنْ حَيَاتِهِ إِلاَّ الْهِلاَكُ وَالنَّدَامَةُ فِي اْلآخِرَةِ.
إِنَّ الْقُرْآنَ أَسَاسُ الْحَيَاةِ وَطَرِيْقَةُ مُعْرِفَةِ الْحَقِيْقَةِ الصَّحِيْحَةِ فَكَيْفَ الْمَرْءُ يَجْتَنِبُ مِنْهُ مَعَ أَنَّ الْقُرْآنَ هُوَ الْمُشِيْرُ وَالْمُرْشِدُ إِلَى أَقْوَمِ الطَّرِيْقِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :"إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِيْ لِلَّتِيْ هِيَ أَقْوَمُ" وَكَذلِكَ هُوَشِفَاءٌ مِنْ مُتَعَدِّدَةِ اْلأَمْرَاضِ جِنْسِيَّةٍ كَانَتْ أَمْ رُوْحِيَّةٌ وَلاَ يَكُوْنُ هذَا كُلُّهُ إِلاَّ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ فَلَيْسَ مِنَ اْلإِمْكَانِ لِكَافَّةِ الْبَشَرِمَعْرِفَةِ مُعْجِزَةٍ عَظِيْمَةٍ فِي الْقُرْآنِ ِإلاَّ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَعَلَّمَ حَقَّ التَّعَلُّمِ.
وَهَلِ الْيَهُوْدُ وَالنَّصَارَى عَلَى رَاحَةِ وَاطْمِئْنَانِ الْقَلْبِ عَلَى ظُهُوْرِ هذِهِ الْمُعْجِزَةِ، نَقُوْلُ عَلَى حَزَمِ أَنَّهُمْ لَيْسُوْا عَلَى هذِهِ الْهَيْئَةِ بَلْ كَانُوْا يُفَكِّرُوْنَ الْهِدَمَ بِتَحْرِيْفِ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ لِيَتَوَقَّعَ الْمُسْلِمُوْنَ عَلَى رَيْبِ بِكِتَابِهِ، فَهذَا قَدْ ظَهَرَ عِيَانًا فِي شَتَّى اْلأَرَاضِي مِنْ حَيَاتِنَا الْحَاضِرَةِ وَلاَ تَنْتَهِي هذِهِ الْعَدَاوَةُ فِي قِلَّةِ مِنَ اْلأَزْمَانِ بَلْ إِنَّ هذَا سَيَسْتَمِرُّ إِلَى وَقْتٍ لَمْ تَعْلَمْ نِهَايَةَ وَقْتِهِ وَلاَ يَقِفُوْنَ مِنَ ظُلْمَتِهِمْ حَتَّى يَتْبَعَ الْمُسْلِمُوْنَ إِلَى مَا يُرَامُ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى :" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُوْدُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّّّّّّّبِعَ مِلَّتَهُمْ"
فَمَا أَكْبَرُ عَدَاوَتِهِمْ وَرُغْبَتِهِمْ عَنِ اْلإِسْلاَمِ وَمَا مَوْقِفُنَا بِاسْمِ الْمُسْلِمِيْنَ بِهذِهِ الْحَالِ ؟ فَاْلإِجَابَةِ هِيَ الْعَوْدَةُ إِلَى تَعَالِيْمِ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ وَلَيْسَ إِلَى غَيْرِهِ ِلأَنَّ التَّمَسُّكَ بِغَيْرِ الْقُرْآنِ أَقْرَبُ إِلَى الْهِلاَكِ وَالنَّدَامَةِ فِي اْلآخِرَةِ، ِلأَنَّ جَمِيْعَ سَعْيِهِمْ إِلَى هَدَمِ الْقُرْآنِ لاَ تَنْفَعُ عِنْدَ اللهِ وَلَوْ قَلِيْلاً.

إِخْوَانِي فِي عَقِيْدَةِ اْلإِيْمَانِ وَاْلإِسْلاَمِ
لَيْسَ مِنْ كِتَابٍ فِي الدُّنْيَا يُنْجِي صَاحِبُهُ مِنَ الْهَلاَكِ وَالنَّدَامَةِ فِي اْلآخِرَةِ إِلاَّ الْقُرْآنَ فَإِنَّ ذلِكَ وَعَدَ مِنَ اللهِ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ وَعْدَهُ وَالْقُرْآنَ لاَ يُعَادِلُهُ أَحَدٌ مِنَ الْكُتُبِ فِي الْمُعْجِزَةِ وَلِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَعْتَمِدَ حَقَّ اْلإِعْتِمَادِ وَنَتَمَسَّكُ حَقَّ التَّمَسُّكِ بِالْقُرْآنِ حَتَّى يَقْضِي اللهُ تَعَالَى أَجْلَنَا وَلاَ يَجُوْزُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُغَيِّرَ إِعْتِقَادَنَا وَالْجِهَادَ هُوَ أَمْرٌ لاَ بُدَّ لَنَا مِنْ دِفَاعِهِ.
فَرُبُّمَا هذَا الَّذِي أَسْتَطِيْعُ إِلْقَاءَهُ مِنَ الْخُطْبَةِ الْقَصِيْرَةِ فِي هذِهِ الْمُحَاضَرَةِ وَاللهُ فِي نَصْرِ عَبْدِهِ مَادَامَ الْعَبْدُ فِي نَصْرِ دِيْنِهِ، كَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيْزِ:"إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" إِنْ صَحَّ مَا أَقُوْلُ فَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى فَإِنْ أَخْطَأَ فَهُوَ مِنْ ضُعْفِ نَفْسِي، وَأَخِيْرًا أَقُوْلُ لَكُمْ شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى حُسْنِ اِهْتِمَامِكُمْ وَعَسَى أَنْ تَنْفَعَ جَمِيْعَ خُطْبَتِي . آمِيْنَ

وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

Sabtu, 10 September 2011

Pidato Bahasa Arab

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

إِنَّ الْحَمْدَ ِللهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ. (أَمَّا بَعْدُ)
حَمْدًا شَاكِرًا ِللهِ الَّذِي أَنْعَمَنَا نِعَمًا كَثِيْرَةً حَتَّى نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَجْتَمِعَ فِي هذَا الْمَكَانِ الْمُبَارَكِ، نُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى أَشْرَفِ اْلأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ قَائِدَ اْلأُمَّةِ وَإِمَامَ الْمُسْلِمِيْنَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلاَ أَنْسَى أَنْ أُبَلِّغَ كَلِمَةَ الشُّكْرِ إِلَى رَئِيْسِ الْجِلْسَةِ الَّذِى أَعْطَانِي فُرْصَةً ذَهَبِيَّةً ِلإِلْقَاءِ مَا خَطَرَ بِبَالِي تَحْتَ الْعُنْوَانِ "آدَابُ طَلَبِ الْعِلْمِ"
إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي الْعَقِيْدَةِ اْلإِسْلاَمِيَّةِ
الْحَمْدُ ِللهِ الَّذِي جَعَلَ الْعِلْمَ شَرِيْفًا وَجَعَلَهُ سَبِيْلاً إِلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَجَعَلَ صَاحِبَهُ كَرِيْمًا وَأَعْطَاهُ دَرَجَةً عَالِيَةً كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيْزِ أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ "يَرْفَعُ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوْا مِنْكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوْا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (المجادلة : 11). وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُوْنَ لِيَنْفِرُوْا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوْا فِي الدِّيْنِ وَلِيُنْذِرُوْا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوْا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُوْنَ (الآية).
وَاعْلَمُوْا أَيُّهَا اْلإِخْوَانِ وَاْلأَخَوَاتِ أَنَّ الْعِلْمَ أَمْرٌ ضَرُوْرِيٌّ لاَ بُدَّ مِنْهُ فِي الْحَيَاةِ لِمَصْلَحَةِ الْفَرْدِ نَفْسِهِ وَلِمَصْلَحَةِ الْمُجْتَمَعِ وَاْلأُمَّةِ، لَمْ أَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ ؟ ِلأَنَّ لَوْلاْ الْعِلْمَ لَكَانَ النَّاسُ كَالْبَهَائِمِ. وَلِذلِكَ يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ بِكُلِّ جُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ حَيْثُ مَا كَانَ. كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ".
وَقَالَ الشَّاعِرُ "تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُوْلَدُ عَالِمًا # وَلَيْسَ أَخُوْ عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلٌ.
وَغَيْرُهَا مِنَ اْلأَدِلَّةِ الَّتِي وَرَدَتْ عَلَى وُجُوْبِ طَلَبِ الْعِلْمِ.
إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي الْعَقِيْدَةِ اْلإِسْلاَمِيَّةِ
وَمِنَ الْمَعْلُوْمِ أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَهُ وَاجِبَاتٌ وآدَابٌ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا لِيَنَالَ عِلْمًا نَافِعًا مُبَارَكًا لِحَيَاتِهِ وَدِيْنِهِ وَِلآخِرَتِهِ. أَعْظَمُهَا مَا يَلِي :
1. النِّيَةُ حَالُ التَّعَلُّمِ
وَمِنْ لَوَازِمِ طَالِبِ الْعِلْمِ النِّيَةُ حَالُ التَّعَلُّمِ بِنِيَّةٍ خَالِصَةٍ لِمَرْضَاةِ اللهِ وَالتَّقَرَّبُ بِهِ وَأَنْ يَكُوْنَ تَعَلُّمُهُ سَبِيْلاً ِلإِقَامَةِ الدِّيْنِ لاَ ِلاِزْدِيَادِ اْلأُمُوْرِ الدُّنْيَوِّيَةِ. وَيَرَى أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ الْيَوْمَ لَهُ جُهْدٌ كَبِيْرٌ وَدَفْعٌ قَوِيٌّ فَلاَ يَكُوْنُ ذلِكَ إِلاَّ لِلدُّنْيَا الْفَانِيَّةِ. وَلِذلِكَ لاَبُدَّ لِطَالِبِ الْعِلْمِ اِهْتِمَامٌ كَبِيْرٌ ِلأَّنَّ النِّيَّةَ أَصْلٌ لِجَمِيْعِ اْلأَعْمَالِ وَيَحْصُلُ بِمَا نَوَى. كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَانَوَى (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). وَقَالَ أَيْضًا "كَمْ مِنْ عَمَلٍ يَتَصَوَّرُ بِصُوْرَةِ عَمَلِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَصِيْرُ بِحُسْنِ النِّيَّةِ مِنَ اْلأَعْمَالِ اْلآخِرَةِ، وَكَمْ مِنْ عَمَلٍ يَتَصَوَّرُ بِصُوْرَةِ عَمَلِ اْلآخِرَةِ ثُمَّ يَصِيْرُ مِنَ اْلأَعْمَالِ الدُّنْيَا بِسُوْءِ النِّيَّةِ".
2. تَعْظِيْمُ الْعِلْمِ وَرِعَايَةُ حُرْمَةِ اْلأُسْتَاذِ
وَإِنَّهُ لَمِنَ اْلأُمُوْرُ الضَّرُوْرِيَّةُ يَجِبُ اْلاِهْتِمَامُ بِهِ كُلُّ طَالِبِ الْعِلْمِ، ِلأَنَّ لاَ يَنَالُ الْعِلْمَ الطَّالِبُ وَمَا يَنْتَفِعُ بِهِ إِلاَّ بِتَعْظِيْمِ الْعِلْمِ، كَمَا قَالَ الشَّافِعِي "فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ نُوْرٌ وَنُوْرُ اللهِ لاَ يُهْدَى لِلْعَاصِي".
وَيَنْبَغِي أَيْضًا التَّحَلِّي بِرِعَايَةِ حُرْمَةِ اْلأُسْتَاذِ فَإِنَّ ذلِكَ عُنْوَانُ النَّجَاحِ وَالْفَلاَحِ وَالتَّحْصِيْلِ وَالتَّوْفِيْقِ وَرِضْوَانُ اللهِ، فَلْيَكُنْ أُسْتاَذُكَ مَحَلُّ إِجْلاَلِ مِنْكَ وَإِكْرَامُ وَتَلْطَفُ وَطَاعَةٌ. فَخُذْ بِمَجَامِعِ اْلأَدَابِ مَعَ أُسْتَاذِكَ فِي جَلُوْسِكَ مَعَهُ وَالتَّحَدُّثُ إِلَيْهِ وَحُسْنُ السُّؤَالِ وَاْلاِسْتِمَاعِ وَتَرْكُ التَّطَاوُلِ وَالْمَمَارَةِ أَمَامَهُ وَعَدَمِ التَّقَدُّمِ عَلَيْهِ بِالْكَلاَمِ أَوِ إِكْثَارِ الْكَلاَمِ عِنْدَهُ أَوْ مُدَاخَلَتِهِ فِي حَدِيْثِهِ وَدَرْسِهِ بِكَلاَمِكَ، وَلاَ تُنَادِيْهِ بِاسْمِهِ كَمَا يُنَادِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ "وَلاَ تَجْعَلُوْا دُعَاءَ الرَّسُوْلِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (النور : 63).
وَغَيْرُ ذلِكَ مِنَ اْلأُمُوْرِ الَّتِي يَجِبُ التَّحَلِّي بِهَا كُلُّ طَالِبِ الْعِلْمِ فِي رِعَايَةِ حُرْمَةِ اْلأُسْتَاذِ.
3. اِخْتِيَارُ الْعِلْمِ وَاْلأُسْتَاذِ وَالصِّدِّيْقِ
وَيَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَخْتَارَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ أَحْسَنُهُ وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ أُمُوْرِ دِيْنِهِ فِي الْحَالِ ثُمَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْمَالِ. وَمِنْ أَفْضَلِهَا يَقْدَمُ عِلْمُ التَّوْحِيْدِ ثُمَّ عِلْمُ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيْثِ وَالْفِقْهُ وَغَيْرُ ذلِكَ مِنَ الْعُلُوْمِ الَّتِي يَنْتَفِعُ بِهَا طَالِبُ الْعِلْمِ. وَكَذلِكَ لاَبُدَّ مِنْ اِخْتِيَارِ اْلأُسْتَاذِ لِلتَّعْلِيْمِ حَتَّى لاَ يَحْتَاجُ إِلَى تَرْكِهِ وَاْلإِعْرَاضِ عَنْهُ وّالتَّثْبُتُ عِنْدَهُ حَتَّى يَكُوْنَ الْعِلْمُ مُبَارَكًا مُنْتَفِعًا بِهِ. وَأَمَّا اِخْتِيَارُ الصَّدِيْقِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَخْتَارَ الْمُجِدَّ وَالْوَرَعَ وَالْمُطِيْعَ الْمُسْتَقِيْمَ وَالْمُتَفَهِّمَ وَاجْتَنَبَ مِنَ الْكَسْلاَنِ وَالْمُعْطَلَ وَالْمُكْثِرَ فِي الْكَلاَمِ.
4. الْجُهْدُ وَاْلاِسْتِقَامَةُ
وَإِنَّهُمَا لَمِنَ اْلأُمُوْرِ الْمُهِمَّةِ لاَبُدَّ أَنْ يَقُوْمَ بِهِمَا طَالِبُ الْعِلْمِ حَتَّى يَحْصُلَ عَلَى النَّجَاحِ وَالْفَلاَحِ. كَمَا قَالَ الشَّافِعِي :
" لَوْ كَانَ الْعِلْمُ يُدْرَكُ بِالْمُنَى # مَاكَانَ يَبْقَى فِي الْبَرِيَّةِ جَاهِلٌ".
" اِجْهَدْ وَلاَ تَكْسَلْ وَلاَ تَكُ غَافِلاً # فَنَدَامَةُ الْعُقْبَى لِمَنْ يَتَكَاسَلُ"
وَلِذلِكَ لاَ بُدَّ لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَجْتَهِدَ بِكُلِّ جُهْدِهِ وَيَصْبِرُ عَلَى التَّعْبِ وَالْمَشَقَّاتِ الَّتِي تَجِدُهَا خِلاَلَ تَعَلُّمِهِ وَيَسْتَقِيْمَ فِيْهِ حَتَّى يَحْصُلَ عُلُوْمًا بَاحِرَةً. كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "أَحَبُّ اْلأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ". وَقَالَ فِي حَدِيْثٍ آخَرَ "قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ".
5. الوَرَعُ فِي حَالِ التَّعَلُّمِ
هذِهِ الصِّفَةُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ طَالِبُ الْعِلْمِ بِاْلاِهْتِمَامِ مِنَ اْلأُمُوْرِ اْلآتِيَةِ : مُجَاوَرَةُ الصَّالِحِيْنَ ، الْجُلُوْسُ بِاْلاِسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، اْلأَخْذْ بِالسُّنَّة، اْلإِكْثَارُ مِنَ الصَّلاَةِ. وَبِاْلاِبْتِعَادِ عَنِ اْلأُمُوْرِ التَّالِيَةِ : الشُّبْعُ ، كَثْرَةُ النَّوْمِ وَكَثْرَةُ الْكَلاَمِ فِيْمَا لاَ يَنْفَعُ ، الْغِيْبَةُ وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الْفَسَادِ..
6. الْحِفْظُ وَالدُّعَاءُ
إِنَّهُ لَمِنَ الْوَاجِبِ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَحْفَظَ مِمَّا طَلَبَهُ مِنَ الْعُلُوْمِ الْمُتَنَوِّعَةِ عَنْ طَرِيْقِ الْمُذَاكَرَةِ وَالْقِرَاءَةِ وَغَيْرِ ذلِكَ حَتَّى رَسَخَتِ الْعُلُوْمُ فِي ذِهْنِهِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، وَيَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ بَعْدَ تَعَلُّمِهِ لِتَكُوْنَ عُلُوْمُهُ مُبَارَكَةً نَافِعَةً لِلدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَاْلآخِرَةِ. كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيْزِ "أُدْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى "فَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيْبُوْالِي وَلْيُؤْمِنُوْابِي لَعَلَّهُمْ يُرْشِدُوْنَ (البقرة : 186)
إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي الْعَقِيْدَةِ اْلإِسْلاَمِيَّةِ
رُبَّمَا اِكْتَفَيْتُ هُنَا كَلاَمِي شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى حُسْنِ اِهْتِمَامِكُمْ وَاسْتِمَاعِكُمْ إِيَّايَ فَإِذَا وَجَدْتُمْ مِنِّي الْخَطِيْئَاتِ أَطْلُبُ مِنْكُمُ الْعَفْوَ. وَبِاللهِ التَّوْفِيْقِ وَالْهِدَايَةِ

وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

Pidato Bahasa Arab

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

إِنَّ الْحَمْدَ ِللهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ. (أَمَّا بَعْدُ)
حَمْدًا شَاكِرًا ِللهِ الَّذِي أَنْعَمَنَا نِعَمًا كَثِيْرَةً حَتَّى نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَجْتَمِعَ فِي هذَا الْمَكَانِ الْمُبَارَكِ، نُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى أَشْرَفِ اْلأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ قَائِدَ اْلأُمَّةِ وَإِمَامَ الْمُسْلِمِيْنَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلاَ أَنْسَى أَنْ أُبَلِّغَ كَلِمَةَ الشُّكْرِ إِلَى رَئِيْسِ الْجِلْسَةِ الَّذِى أَعْطَانِي فُرْصَةً ذَهَبِيَّةً ِلإِلْقَاءِ مَا خَطَرَ بِبَالِي تَحْتَ الْعُنْوَانِ "آدَابُ طَلَبِ الْعِلْمِ"
إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي الْعَقِيْدَةِ اْلإِسْلاَمِيَّةِ
الْحَمْدُ ِللهِ الَّذِي جَعَلَ الْعِلْمَ شَرِيْفًا وَجَعَلَهُ سَبِيْلاً إِلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَجَعَلَ صَاحِبَهُ كَرِيْمًا وَأَعْطَاهُ دَرَجَةً عَالِيَةً كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيْزِ أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ "يَرْفَعُ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوْا مِنْكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوْا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (المجادلة : 11). وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُوْنَ لِيَنْفِرُوْا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوْا فِي الدِّيْنِ وَلِيُنْذِرُوْا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوْا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُوْنَ (الآية).
وَاعْلَمُوْا أَيُّهَا اْلإِخْوَانِ وَاْلأَخَوَاتِ أَنَّ الْعِلْمَ أَمْرٌ ضَرُوْرِيٌّ لاَ بُدَّ مِنْهُ فِي الْحَيَاةِ لِمَصْلَحَةِ الْفَرْدِ نَفْسِهِ وَلِمَصْلَحَةِ الْمُجْتَمَعِ وَاْلأُمَّةِ، لَمْ أَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ ؟ ِلأَنَّ لَوْلاْ الْعِلْمَ لَكَانَ النَّاسُ كَالْبَهَائِمِ. وَلِذلِكَ يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ بِكُلِّ جُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ حَيْثُ مَا كَانَ. كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ".
وَقَالَ الشَّاعِرُ "تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُوْلَدُ عَالِمًا # وَلَيْسَ أَخُوْ عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلٌ.
وَغَيْرُهَا مِنَ اْلأَدِلَّةِ الَّتِي وَرَدَتْ عَلَى وُجُوْبِ طَلَبِ الْعِلْمِ.
إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي الْعَقِيْدَةِ اْلإِسْلاَمِيَّةِ
وَمِنَ الْمَعْلُوْمِ أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَهُ وَاجِبَاتٌ وآدَابٌ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا لِيَنَالَ عِلْمًا نَافِعًا مُبَارَكًا لِحَيَاتِهِ وَدِيْنِهِ وَِلآخِرَتِهِ. أَعْظَمُهَا مَا يَلِي :
1. النِّيَةُ حَالُ التَّعَلُّمِ
وَمِنْ لَوَازِمِ طَالِبِ الْعِلْمِ النِّيَةُ حَالُ التَّعَلُّمِ بِنِيَّةٍ خَالِصَةٍ لِمَرْضَاةِ اللهِ وَالتَّقَرَّبُ بِهِ وَأَنْ يَكُوْنَ تَعَلُّمُهُ سَبِيْلاً ِلإِقَامَةِ الدِّيْنِ لاَ ِلاِزْدِيَادِ اْلأُمُوْرِ الدُّنْيَوِّيَةِ. وَيَرَى أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ الْيَوْمَ لَهُ جُهْدٌ كَبِيْرٌ وَدَفْعٌ قَوِيٌّ فَلاَ يَكُوْنُ ذلِكَ إِلاَّ لِلدُّنْيَا الْفَانِيَّةِ. وَلِذلِكَ لاَبُدَّ لِطَالِبِ الْعِلْمِ اِهْتِمَامٌ كَبِيْرٌ ِلأَّنَّ النِّيَّةَ أَصْلٌ لِجَمِيْعِ اْلأَعْمَالِ وَيَحْصُلُ بِمَا نَوَى. كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَانَوَى (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). وَقَالَ أَيْضًا "كَمْ مِنْ عَمَلٍ يَتَصَوَّرُ بِصُوْرَةِ عَمَلِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَصِيْرُ بِحُسْنِ النِّيَّةِ مِنَ اْلأَعْمَالِ اْلآخِرَةِ، وَكَمْ مِنْ عَمَلٍ يَتَصَوَّرُ بِصُوْرَةِ عَمَلِ اْلآخِرَةِ ثُمَّ يَصِيْرُ مِنَ اْلأَعْمَالِ الدُّنْيَا بِسُوْءِ النِّيَّةِ".
2. تَعْظِيْمُ الْعِلْمِ وَرِعَايَةُ حُرْمَةِ اْلأُسْتَاذِ
وَإِنَّهُ لَمِنَ اْلأُمُوْرُ الضَّرُوْرِيَّةُ يَجِبُ اْلاِهْتِمَامُ بِهِ كُلُّ طَالِبِ الْعِلْمِ، ِلأَنَّ لاَ يَنَالُ الْعِلْمَ الطَّالِبُ وَمَا يَنْتَفِعُ بِهِ إِلاَّ بِتَعْظِيْمِ الْعِلْمِ، كَمَا قَالَ الشَّافِعِي "فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ نُوْرٌ وَنُوْرُ اللهِ لاَ يُهْدَى لِلْعَاصِي".
وَيَنْبَغِي أَيْضًا التَّحَلِّي بِرِعَايَةِ حُرْمَةِ اْلأُسْتَاذِ فَإِنَّ ذلِكَ عُنْوَانُ النَّجَاحِ وَالْفَلاَحِ وَالتَّحْصِيْلِ وَالتَّوْفِيْقِ وَرِضْوَانُ اللهِ، فَلْيَكُنْ أُسْتاَذُكَ مَحَلُّ إِجْلاَلِ مِنْكَ وَإِكْرَامُ وَتَلْطَفُ وَطَاعَةٌ. فَخُذْ بِمَجَامِعِ اْلأَدَابِ مَعَ أُسْتَاذِكَ فِي جَلُوْسِكَ مَعَهُ وَالتَّحَدُّثُ إِلَيْهِ وَحُسْنُ السُّؤَالِ وَاْلاِسْتِمَاعِ وَتَرْكُ التَّطَاوُلِ وَالْمَمَارَةِ أَمَامَهُ وَعَدَمِ التَّقَدُّمِ عَلَيْهِ بِالْكَلاَمِ أَوِ إِكْثَارِ الْكَلاَمِ عِنْدَهُ أَوْ مُدَاخَلَتِهِ فِي حَدِيْثِهِ وَدَرْسِهِ بِكَلاَمِكَ، وَلاَ تُنَادِيْهِ بِاسْمِهِ كَمَا يُنَادِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ "وَلاَ تَجْعَلُوْا دُعَاءَ الرَّسُوْلِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (النور : 63).
وَغَيْرُ ذلِكَ مِنَ اْلأُمُوْرِ الَّتِي يَجِبُ التَّحَلِّي بِهَا كُلُّ طَالِبِ الْعِلْمِ فِي رِعَايَةِ حُرْمَةِ اْلأُسْتَاذِ.
3. اِخْتِيَارُ الْعِلْمِ وَاْلأُسْتَاذِ وَالصِّدِّيْقِ
وَيَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَخْتَارَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ أَحْسَنُهُ وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ أُمُوْرِ دِيْنِهِ فِي الْحَالِ ثُمَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْمَالِ. وَمِنْ أَفْضَلِهَا يَقْدَمُ عِلْمُ التَّوْحِيْدِ ثُمَّ عِلْمُ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيْثِ وَالْفِقْهُ وَغَيْرُ ذلِكَ مِنَ الْعُلُوْمِ الَّتِي يَنْتَفِعُ بِهَا طَالِبُ الْعِلْمِ. وَكَذلِكَ لاَبُدَّ مِنْ اِخْتِيَارِ اْلأُسْتَاذِ لِلتَّعْلِيْمِ حَتَّى لاَ يَحْتَاجُ إِلَى تَرْكِهِ وَاْلإِعْرَاضِ عَنْهُ وّالتَّثْبُتُ عِنْدَهُ حَتَّى يَكُوْنَ الْعِلْمُ مُبَارَكًا مُنْتَفِعًا بِهِ. وَأَمَّا اِخْتِيَارُ الصَّدِيْقِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَخْتَارَ الْمُجِدَّ وَالْوَرَعَ وَالْمُطِيْعَ الْمُسْتَقِيْمَ وَالْمُتَفَهِّمَ وَاجْتَنَبَ مِنَ الْكَسْلاَنِ وَالْمُعْطَلَ وَالْمُكْثِرَ فِي الْكَلاَمِ.
4. الْجُهْدُ وَاْلاِسْتِقَامَةُ
وَإِنَّهُمَا لَمِنَ اْلأُمُوْرِ الْمُهِمَّةِ لاَبُدَّ أَنْ يَقُوْمَ بِهِمَا طَالِبُ الْعِلْمِ حَتَّى يَحْصُلَ عَلَى النَّجَاحِ وَالْفَلاَحِ. كَمَا قَالَ الشَّافِعِي :
" لَوْ كَانَ الْعِلْمُ يُدْرَكُ بِالْمُنَى # مَاكَانَ يَبْقَى فِي الْبَرِيَّةِ جَاهِلٌ".
" اِجْهَدْ وَلاَ تَكْسَلْ وَلاَ تَكُ غَافِلاً # فَنَدَامَةُ الْعُقْبَى لِمَنْ يَتَكَاسَلُ"
وَلِذلِكَ لاَ بُدَّ لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَجْتَهِدَ بِكُلِّ جُهْدِهِ وَيَصْبِرُ عَلَى التَّعْبِ وَالْمَشَقَّاتِ الَّتِي تَجِدُهَا خِلاَلَ تَعَلُّمِهِ وَيَسْتَقِيْمَ فِيْهِ حَتَّى يَحْصُلَ عُلُوْمًا بَاحِرَةً. كَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "أَحَبُّ اْلأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ". وَقَالَ فِي حَدِيْثٍ آخَرَ "قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ".
5. الوَرَعُ فِي حَالِ التَّعَلُّمِ
هذِهِ الصِّفَةُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ طَالِبُ الْعِلْمِ بِاْلاِهْتِمَامِ مِنَ اْلأُمُوْرِ اْلآتِيَةِ : مُجَاوَرَةُ الصَّالِحِيْنَ ، الْجُلُوْسُ بِاْلاِسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، اْلأَخْذْ بِالسُّنَّة، اْلإِكْثَارُ مِنَ الصَّلاَةِ. وَبِاْلاِبْتِعَادِ عَنِ اْلأُمُوْرِ التَّالِيَةِ : الشُّبْعُ ، كَثْرَةُ النَّوْمِ وَكَثْرَةُ الْكَلاَمِ فِيْمَا لاَ يَنْفَعُ ، الْغِيْبَةُ وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الْفَسَادِ..
6. الْحِفْظُ وَالدُّعَاءُ
إِنَّهُ لَمِنَ الْوَاجِبِ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَحْفَظَ مِمَّا طَلَبَهُ مِنَ الْعُلُوْمِ الْمُتَنَوِّعَةِ عَنْ طَرِيْقِ الْمُذَاكَرَةِ وَالْقِرَاءَةِ وَغَيْرِ ذلِكَ حَتَّى رَسَخَتِ الْعُلُوْمُ فِي ذِهْنِهِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، وَيَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ بَعْدَ تَعَلُّمِهِ لِتَكُوْنَ عُلُوْمُهُ مُبَارَكَةً نَافِعَةً لِلدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَاْلآخِرَةِ. كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيْزِ "أُدْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى "فَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيْبُوْالِي وَلْيُؤْمِنُوْابِي لَعَلَّهُمْ يُرْشِدُوْنَ (البقرة : 186)
إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي الْعَقِيْدَةِ اْلإِسْلاَمِيَّةِ
رُبَّمَا اِكْتَفَيْتُ هُنَا كَلاَمِي شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى حُسْنِ اِهْتِمَامِكُمْ وَاسْتِمَاعِكُمْ إِيَّايَ فَإِذَا وَجَدْتُمْ مِنِّي الْخَطِيْئَاتِ أَطْلُبُ مِنْكُمُ الْعَفْوَ. وَبِاللهِ التَّوْفِيْقِ وَالْهِدَايَةِ

وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ